[center]محاضرات المنهجية
الأستاذ: بن رقية
جامعة الجزائر[/center]
1-" أهمية المنهجية و ضرورتها في الدراسات الأكاديمية "
1- مفهوم المنهجية : هي الطريقة التي يتبعها العقل لمعالجة أو دراسة موضوع أو مسألة ما من أجل التوصل إلى نتائج معينة و تكون :
علمية : الكشف عن الحقيقة
و مقصودة : البرهنة عليها لإقناع الغير
كما تعني تعلم الإنسان كيفية استخدام ملكاته الفكرية و قدراته العقلية أحسن استخدام للوصول إلى نتيجة معينة بأقل جهد و أقصر طريقة ممكنة .
و يستخدم الباحث تفكيره كأسلوب لمعالجة القضايا و هو أداة المنهجية في ذلك .
2- أهمية المنهجية : باعتبارها : - أداة فكر و تفكير و تنظيم
- أداة عمل و تطبيق
- أداة تخطيط و تسيير
- أداة فن و إبداع
أ- أداة فكر و تفكير و تنظيم :
أداة هامة في زيادة المعرفة و استمرار التقدم و مساعدة الدارس على تنمية قدراته في فهم المعلومات و البيانات و معرفة المفاهيم و الأسس و الأساليب التي يقوم عليها أي بحث علمي .
ب- أداة عمل و تطبيق :
ُتزود الباحث بالخِبرات التي تمكنه من القراءة التحليلية الناقدة للأعمال التي يتفحصها و تقييم نتائجها و الحكم على أهميتها و استعمالها في مجال التطبيق و العمل .
ج- أداة تخطيط و تسيير :
ُتزود المُشتغلين (خاصة في المجالات الفكرية) بتقنيات تساعدهم على معالجة الأمور و المشكلات التي تواجههم .
د- أداة فن و إبداع :
- تتضمن طرق، أساليب، إرشادات والأدوات العلمية و الفنية
- تساعد الباحث لإنجاز بحوثه ( نظرية علمية )
- تمكن الباحث من إتقان عمله
- تجنبه الخطوات المبعثرة و الهفوات
2- " أهمية منهجية الدراسات الأكاديمية و التطبيقية في مجال العلوم القانونية "
و ذلك لاعتبارين :
الأول : يتمثل في أهمية تلك الدراسات في تأهيل دارسي القانون و إعدادهم للمهن القانونية .
الثاني : ضمان فعالية الدراسات التطبيقية و ذلك بوضعها في إطار منهجي معين .
" المنهجية و المعرفة "
رغم أن المنهجية لم تُكتسب إلا حديثا مع ظهور النهضة العلمية إلا أن الإنسان قد اكتسب المعرفة بطرق مختلفة إلى أن توصل إلى الطريقة العلمية (المنهجية و المعرفة ).
1- تحديد مصطلح المنهجية : هي تطبيق المنظور العلمي في دراسة الظواهر و الحوادث. و هي الوسيلة التي نعين بها طريقة البحث و نبرهن عن مدى ملائمة هذه الطريقة لدراسة الظاهرة و تحصيل المعرفة حولها .
والمنهجية لها صلة وثيقة بين النظم العلمية و المبادئ الأساسية للمنظور العلمي العام و بذلك يمثل المدخل المنهجي والذي يشرح مبادئ المنظور العلمي مثل التصور المنهجي الذي يتخذ منه الباحث مدخله لمعالجة الظاهرة حيث يقوم أولا بتحديد الطريقة المناسبة لتناول الظاهرة و معالجتها . و هذه الطريقة تنقل التصور المنهجي لمعالجة الظاهرة من التصور إلى التطبيق .
2- ظاهرة المعرفة :
إن محاولة الإنسان لفهم الظواهر مستمر و ذلك لأنه لا يقنع بما حصّله من معرفة حولها، كما يرجع بحث الإنسان للإستطلاع و رغبته الدائمة في تكوين فكرة واضحة عما يحيط به من وقائع و أحداث و القوى الموجهة لها و المتحكمة في وقوعها و كيفية السيطرة عليها و التحكم في حدوثها و نتيجة لذلك إستمرت عملية التفكير و هذا ما أدى إلى تراكم المعارف على مدى العصور .
أ) المعرفة تقوم على أسس تُحدد طبيعتها و تتأثر بالإطار الإجتماعي و المستوى الإدراكي
( المعرفة العلمية أساس العلم ):
و من هنا يظهر الإختلاف بين المعرفة العامية و المعرفة العلمية .
مفهوم المعرفة العامية : تتمثل في صفات و كيفيات يخلعها الناس على الأشياء بغير ضابط ومن هنا تفقد الدقة التي ينشدها العلم كما أنها عبارة عن آراء خاطفة و أحكام فردية متسرعة على الأشياء حيث يتأثر أصحابها بأفكار تلقوها من الغير فسلموا بها و تتسم بالمعرفة الذاتية و البعد عن الموضوعية .
مفهوم المعرفة العلمية : و من أبرز خصائصها أنها ُتستقى من التجربة العلمية فلا تأتي عن طريق الآخرين أو بالتواتر إلا وفق شروط معينة و ذلك لأن العلم يتميز بالنزعة الموضوعية .
مفهوم الموضوعية : وهي معرفة الأشياء كما هي موجودة في الواقع لا كما نشتهي و هذا لأن منهج البحث العلمي يقتضي منا التجّرد من الميول و الرغبات و لهذا يُكّون هذا النوع من المعرفة موضوعا أساسيا للعلم حيث أن العلم غايته كشف العلاقات القائمة بين الظواهر و صياغة هذا كله في قوانين تنبؤية عامة ، لذا فقد إعتُبر التنبؤ طابع المعرفة العلمية .
و لما كانت المعرفة كظاهرة اجتماعية تربطها علاقات مع بقية ظواهر الحياة الإجتماعية و تدخل معها في علاقات متبادلة وبالتالي أصبح من المهم معرفة علاقاتها ببقية الظواهر و على هذا الأساس فإن قسّم المعرفة إلى 3 أنواع : MAX SCHELER
1- معرفة السيطرة و الإنتاج 2- المعرفة الثقافية 3- المعرفة المخلصة
1) معرفة السيطرة و الإنتاج : تُمكن العارف من توفير السبيل للسيطرة على الطبيعة و إحداث تغيرات في البيئة .
2) المعرفة الثقافية : ترتبط بطبيعة القيم و المعاني و المعايير و تتمثل في معرفة الآخرين و المعرفة الفلسفية و هذا النوع (م.ثقافية ) يترتب عنه إحداث تغيرات في شخصية الأفراد أو جماعات أو مجتمعات .
3) المعرفة المخلصة : ذات طابع ديني و تقود إلى نوع من الخلاص الروحي و الوئام و التضحية من أجل مبادئ معينة .
ب) الأساليب المنهجية للمعرفة :
ُتصنف المعرفة حسب طبيعتها و علاقتها بالسياق الإجتماعي إلى :
1- معرفة تجريبية مباشرة 2- معرفة فلسفية 3- معرفة علمية
1) المعرفة التجريبية المباشرة (منهج التجربة الحسية ): تقتصر على ملاحظة الظواهر على أساس بسيط أي على مستوى الإدراك الحسي و قد لجأت البشرية لهذا النوع من المعرفة الحسية لتحديد معاني المواقف و الأحداث و بتراكمها تكونت للإنسان خِبرات معينة مكنته من الإستفادة منها في حياته اليومية .
ولكن هذه المعرفة لم تمكن الإنسان من تفسير الظواهر المحيطة به و قد نتج عن تراكم هذه الخِبرات :
- ظهور بعض الآراء الحسية المشتركة بين الناس تتمتع بالبداهة و الإشتراك أو الإجماع و هي إلى حد كبير آراء و أحكام ذاتية لأنها لا تعتمد على الأسلوب العلمي عند تحصيلها رغم تميزها بالإجماع .
2) المعرفة الفلسفية (المنهج الفلسفي ): و هي مرحلة متقدمة من المعرفة حيث أنها تتناول مسائل تعالج العقل وحده. وهذه المعرفة تعتمد على عدة مناهج فمثلا نجد منهج اليونانيين (التأمل الفلسفي العقلي )
و منهج فلاسفة الهند(التأمل الإستبطاني ( الذاتي ) ) و يجدر الإشارة الى أن منهج اليونانيين إنتهى عند أرسطو إلى القياس المنطقي وقد كمّل القياس الصوري. و هذا القياس الصوري هو الذي يعتمد على مقدمات عامة يُسلم بها، ثم يتم الوصول عن طريقها إلى الجزيئات (كليات > جزيئات، مجهول > معلوم )
و كان الإستدلال المنطقي و القياس الصوري هما المنهج الأساسي للفلسفة وذلك بلإعتماد على مقدمات كلية للإستدلال على التعرف على الجزيئات .
3) المعرفة العلمية (أسلوب منهجية المعرفة العلمية ): المعرفة العلمية تعتمد على الإستقراء من الجزيئات للوصول إلى الكليات. و بذلك فهي تقيِّم أحكامها و تعميماتها على أساس الإستدلال الإستقرائي
( من المعلوم ليُكشف المجهول) و يمكن تقسيم الإستقراء إلى نوعين :
الإستقراء التام : يقوم على ملاحظة جميع المفردات الخاصة بالظاهرة و بعد ذلك يقوم بإصدار الحكم على الذي يكون عبارة عن تلخيص للأحكام .
الإستقراء الناقص : يقوم فيه الباحث بدراسة بعض النماذج ثم يحاول الكشف عن القوانين العامة التي تخضع لها الحالات المتشابهة .
و خلاصة المعرفة العلمية: أنها تعتمد على الملاحظة المنطقية و الموضوعية للظواهر، ووضع الفرضيات و جمع البيانات و تحليلها، و إثبات صحة المعلومات و تجاوز المُفردات بغية التنبؤ بالظواهر .
مميزات المعرفة العلمية :
- معرفة موضوعية
- الدقة المنهجية
- الإبتعاد عن الرأي الذاتي
- تقوم على أساس التمحيص و التنقية بإستخدام وسائل علمية دقيقة تتناول الظواهر الواقعية
- الإعتماد على التحقق و التجربة إنطلاقا من الكليات إلى الجزيئات والتي تحكم التنبؤ بمستقبل الظواهر .
" مفهوم المنهجية و عناصرها "
مفهوم المنهجية : ُتعرفها دائرة المعارف البريطانية بأنها مصطلح عام لمختلف العمليات التي ينهض عليها أي علم ويستعين بها في دراسة الظاهرة الواقعة في مجال إختصاصه. و هذا يؤكد وحدة المنهج العلمي بإعتباره طريقة للتفكير يُعتمد عليها في تحصيل المعرفة و بالتالي يكون المنهج العلمي ضرورة للبحث .
أساس بناء المنهجية :
المنهجية
المداخل المنهجية
الطرق المنهجية
الأساليب المنهجية
الأدوات المنهجية
خطوات المنهجية : تعتمد المنهجية على الخطوات الآتية :
الملاحظة
أ) عناصر إجرائية صياغة الفرضيات و المسلمات التحقق
ب) العنصر الشخصي ( الباحث )
و هذه المراحل تؤكد وحدة المنهجية و أهميتها بالنسبة للعلوم عامة ( الطبيعية والإجتماعية )
أ ) العناصر الإجرائية :
1- الملاحظة : تكون حول البيانات ذات القيمة للباحث و ذلك قبل أن يبدأ بحثه و ذلك حتى تمكنه من تقديم صياغة أولية للفرضية و توضيحها و بالتالي تكون المعرفة في المرحلة الاولى ذات فائدة واضحة و في المرحلة الثانية تكون بأهمية أكبر مما كانت عليه في المرحلة الأولى بإعتبارها أسلوب فني لجمع المادة العلمية التي تساعد في عملية التحقق .
و بالتالي تكون للملاحظة وظيفتين :
1- تقديم البيانات من أجل الصياغة الأولية للفرضيات .
2- أداة المنهجية لجمع البيانات حول الفرضيات بهدف التحقق منها .
و كلما كانت الملاحظة دقيقة كلما كانت الفرضيات ذات أهمية أكبر و دلالة أكثر و يكون هذا بإستخدام الوسائل و الأدوات كما يجب أيضا أن تتّصف الملاحظة بالموضوعية .
2- صياغة الفرضيات و المسلمات : و هي أسس و مبادئ فكرية يضعها الباحث من أجل تبيان المسار المنهجي الممكن إتباعه في معالجة موضوع البحث و تساعده على الخروج من المأزق و كلاهما يكمّل الآخر لتحقيق نتائج علمية. و تكمن أهمية وضع الفرضيات في :
- تحديد الغرض من البحث
- توجيه عملية جمع المعلومات و البيانات
- توضيح مسالك البحث و مساره
3- التحقق : يُشكل مركز البحث و المنهجية و يقوم على 4 عمليات تتمثل في :
1) جمع المعلومات 2)وتحليلها 3)وتفسيرها من أجل الوصول إلى نتائج 4) وهذه النتائج يمكن تعميمها .
و النتائج السلبية في عملية التحقق تكون ذات دلالة مماثلة للنتائج الإيجابية و هذا ما نجده عند
" توماس ألفا إديسون" و عند "سميث " في مؤلفه "الموقف الراهن في الفلسفة" حيث يرى أن تاريخ الفكر البشري ليس فقط تسجيلا لإكتشافات المتعاقبين الناجحين و لكن أيضا علامة من التحرر و التخلص من الفشل و الخطأ و هذا ما يؤدي إلى تجنب الأخطاء و تحقيق النجاح .
و تقوم عملية التحقق على أساسين هما: أ) الأدواب ب) الباحث
ب)العنصر الشخصي :
إن الباحث و قدراته الشخصية لها تأثير على سير عملية البحث من أجل الوصول إلى نتائج حيث يعتمد على الرؤية الواضحة و قدرته على التمييز و الإنتقاء و من هنا تتأكد الرابطة بين العناصر الإجرائية
و خطوات المنهج العلمي و كذلك الرابطة بين العناصر الشخصية ( الإنسان الدارس و حاجاته للتطور لبناء الفرضيات و تحليلها) و هذه الطريقة تحدد أساليب المنهجية والأساليب بدورها تحدد نوع الأدوات المناسبة لجمع المعلومات و البيانات حول الموضوع .
الجانب العلمي التطبيقي لخطوات المنهجية :
المنهجية كطريقة فنية يتّبعها الباحث لصياغة المعلومات و البيانات المحصلة في أفكار و عرضها في تسلسل منظم و مرتب للوصول إلى نتائج علمية معينة، حيث تتحول الملاحظة العلمية إلى وقائع علمية ثم تبين مجالها و تجسد المشكلة الظاهرة ثم العمل على إيجاد حل لها و تفسيرها (مثال: ظاهرة ارتفاع الأسعار في شهر رمضان )
وللقيام بأي عمل علمي لابد من المرور بخمسة مراحل :
1) تحديد موضوع البحث
2) جمع المعلومات و البيانات
3) إبراز المحاور الأساسية و الأفكار الرئيسية
4) وضع الخطة
5) الكتابة و الصياغة
ملاحظة : هذه المراحل متكاملة حيث كل مرحلة تعتمد على سابقاتها و تمهد للموالية حيث أنها تخدم الإشكالية المطروحة من أجل الوصول إلى نتيجة علمية معينة .
1- تحديد الموضوع : تحويل الظاهرة إلى موضوع محدد و هنا تظهر الإشكالية حيث تحتاج إلى بحث لإيجاد حل و تفسير لها .
2- جمع المعلومات و البيانات حول الموضوع : يقوم الباحث بجمع المعلومات من المراجع و الإتصال بالمعنيين و إيجاد التشريعات الموجودة حول ذلك الموضوع(القضاء، آراء الفقه ...).
و يقوم بتسجيلها و ذلك دون ترتيبها مع إعتماد على تصور عام للموضوع و بعد ذلك تتم عملية الإنتقاء، الفحص، الفرز و أخيرا ترتيب المعلومات بحسب أهميتها و إدماجها في البيانات .
أما الإشكالية فيمكن الإهتداء إليها بالطريقة التالية :
1 ما أهمية البحث في هذا الموضوع؟
2 ماهي المشاكل التي يُثيرها؟
3 ماهي القضايا التي يهدف المشرع إلى حلها بتنظيمه هذا الموضوع؟
4 ماهي الأهمية النظرية و العلمية لدراسة هذا المجال؟
و هكذا يتم تحديد الإشكالية بالإجابة على هذه التساؤلات .
3- ومن هنا يتم استخراج المحاور و الأفكار
4- و بذلك يمكن وضع الخطة كإطار للعمل و تحديد المسار المنهجي
5- الكتابة و الصياغة
عناصر المنهجية :
التفكير العلمي 2 - الباحث 3 - البحث العلمي - 1
التفكير العلمي : (1
أهمية التفكير : التفكير هو نشاط العقل في حل المعضلات و المشاكل التي تواجه الإنسان و محاولة التكيّف مع بيئته و فهم ما يصادفه من ظواهر .
و نشاط العقل يتمثل في : القدرات العقلية و الملكات الفكرية فهي عمليا ذهنية تتمثل في الإدراك، التحليل، الإستنتاج، التخيّل، الذاكرة... و التي تسعى المنهجية إلى تحقيقها .
أنواع التفكير :
أ ) التفكير الخُرافي : يعتمد على طريقة العادات و التقاليد في حل المشكلات .
ب ) التفكير عن طريق المحاولة و الخطأ : و تعتمد على الخبرة الشخصية و هي ذاتية و مضيعة للوقت و الجهد .
ج ) التفكير بعقول الآخرين : كالإعتماد على الكهنة و العرافين أو الأخذ بآراء الآخرين .
د ) التفكير الخيالي : و يعتمد على الوهم أو الخيال لأنه يتخيل أشياء غير موجودة و يحاول تجسيدها في الواقع .
ثم توصل التفكير البشري إلى المرحلة الوضعية أو العلمية و التي تهتم بكل ماهو موضوعي موجود في الواقع و يمكن ملاحظته و التأكد منه .
أ ) تعريف التفكير العلمي : هو الأسلوب الذي يُعالج به الدارس المعلومات حتى تمكنه من فهم العالم
المحيط به من ظواهر و إيجاد حلول لها و تفسيرها و يهدف للوصول إلى نتائج جديدة .
ب ) أسالبب التفكير العلمي : تقوم عمليات التفكير العلمي على :
- التفكير النقدي - التفكير الخلاّق (الإبداعي )
1) التفكير النقدي (التقديم و المراجعة) : يقوم على أساس أسلوب التقييم الواعي للأفكار و المعلومات من أجل الحكم على قيمتها و تكوين آراء و إستنتاجات و أوجه التشابه و إتخاذ القرارات المناسبة لحل المشكلات .
2) التفكير الخلاّق (التركيز و الإبداع) : إيجاد أفكار جديدة بطرق جديدة من خلال الكتابة و الحديث أو غيرهما .
و منه فعملية التفكير العلمي تتجاوز مسار التفكير العادي حيث أنه يعمل على إيجاد العلاقات الجديدة بين الظواهر للوصول إلى نتائج جديدة مما يساهم في حل المشكلات .
نتيجة : هناك علاقة وطيدة بين التفكير النقدي و الخلاّق فهما نتيجة للعمليات العقلية ومُحصِّلة لمنظومة التفكير العلمي بموضوعيته وخِبراته .
ج ) عملية المعرفة المعلوماتية في منظور التفكير العلمي وضرورة الإهتمام بالتفكير النقدي لمواجهة تحديات العصر :
إن نمو المؤسسات، المكتبات و المعلومات و تقدُمها جاء نتيجة تطور الفكر البشري و ذلك بالإعتماد على الذاكرة الذاتية (الداخلية) أو الذاكرة الوعائية (الخارجية) و من ثم إحالة هذه الذاكرة المعرفية إلى الأوعية و المؤسسات و هذا ما أدى إلى الإهتمام أكثر بالقدرات العقلية (غير الذاكرة) و الإنتفاع بها و التركيزعلى التعلم مقابل التعليم و هذا ما أدى على تطور القدرات العقلية خاصة منها التفكير النقدي .
خصائص و مميزات التفكير العلمي :
1) مميزات التفكير العلمي :
* مجرد : الإبتعاد عن الميول و الأهواء .
* شمولي : دراسة الموضوع من كل النواحي و دراسة الإحتمالات و الظروف التي تؤثر فيه .
* قابل للتحقق : قائم على الملاحظة و إستخدام المنطق و الإستدلال .
2) خصائص التفكير العلمي :
- الموضوعية - المنهجية - العِلِّية ( السببية )
أ ) الموضوعية : أي دراسة ماهو كائن مع استبعاد الميول و الأهواء و الآراء المسبقة فالتفكير العلمي
هو تفكير نقدي (التمييز و الضبط و المراجعة و الدقة و التفحص ).
ب ) المنهجية : يمتاز التفكير العلمي بأنه يتألف من نسق عقلي منظَّم في ربط الحوادث و الظواهر المراد تفسيرها بظواهر أو أحداث أخرى في نفس النطاق مما يوفر الجهد و الوقت .
ج ) الِعلِّية (السببية ) : لكل ظاهرة سبب في العلوم، فكلما توفرت أسباب معينة في ظروف معينة فإنها تؤدي إلى أحداث معينة (فالنتيجة حتمية في العلوم الدقيقة و لكنها نسبية في العلوم الإجتماعية ).
والسببية : يقصد بها الكشف عن العلاقات بين الظواهر و تفسيرها و ضبط التغيرات و تحليل النتائج
والأحكام المستخلصة من ذلك .
2 - الباحث ( صفاته ) :
- يتميز الباحث بالعقل الراجع و ميل واضح إلى البحث عن الإستطلاع و المعرفة و إستعداد ذاتي
وقدرات فكرية تمكنه من القيام بالبحث و تحقيق المسعى المقصود بعد الصبر و المثابرة .
- يتفحص المعلومة ليتحرى عن الحقيقة فيبدأ بفكرة غامضة غير محددة عن طريق الفرضيات
والمسلمات و عن طريق المحاولة و الخطأ و تقبل نقد الآخرين .
- يكون على إستعداد لتغيير و تعديل الفكرة إن كانت خاطئة .
- الإعتقاد في نسبية الحقائق العلمية .
- يستخدم عدة مصادر يبني عليها تفسيراته للوصول إلى نتائج مقبولة أو معقولة .
البحث العلمي : - 3
1) تعريف البحث العلمي : هو عملية الإستعلام و الإستقصاء المنظم و الدقيق الذي يقوم به الباحث بغرض إكتشاف معلومات وعلاقات جديدة و تحليلها و تفسيرها من أجل إيجاد حلول لها و يكون هذا بإتباع أساليب و مناهج علمية .
2) غرض البحث العلمي :
- الوصول إلى حقائق الأشياء و الظواهر .
- معرفة سر العلاقات التي تربط بين هذه الظواهر .
- زيادة المعرفة و إستمرار التقدم العلمي و تطويره .
- مساعدة الإنسان على التكيف مع بيئته و حل مشكلاته و الوصول إلى أهدافه .
3) أنواع البحوث :
أ ) البحوث العلمية النظرية الأساسية : و هي تستهدف الوصول إلى المعرفة و تطوير العلوم أما الغرض الأساسي هو التوصل إلى حقائق و نظريات علمية جديدة تساهم في نمو المعرفة العلمية التي لها قيمتها
وفائدتها في حل القضايا المعينة .
ب ) البحوث العلمية التطبيقية العملية : تستهدف المعرفة من أجل تحقيق و إبتكار حل معين و مقبول للقضايا و المشكلات .
أهمية البحوث : - حل المشكلات الميدانية .
- تطوير أساليب العمل و إنتاجيته في المجالات التطبيقية .
- تهدف إلى التطبيق العملي لنتائج تقدم العلم .
4) مقومات البحث العلمي : البحث العلمي هو أهم نتائج التفكير العلمي بمفهومه الضيق و لكي يصبح أي عمل بحثا عمليا لابد من توفر بعض المقومات و هي :
1- تحديد مشكلة البحث 2- التجديد و الإبتكار 3 - إضافة معارف جديدة 4- أهمية موضوع البحث
5- أصالة البحث 6- إمكانية البحث 7- إستقلالية البحث 8- توفر مصادر و مراجع البحث .