يتعاطى البعض المخدرات ، متوهماً أنها قد تساعده على الهروب من الواقع الأليم ، أو على تقويته جنسياً ، أو قد تساعده فى التغلب على الهموم والكآبة والضغوط ، لكن كل ذلك وهم وزيف وسراب ، فالمخدرات لا تساعد على الهروب من واقع مرير ، بل هى تزيده مرارة على مرارة ، وذلك لتدهور قدرة الشخص على المواجهة، وأيضا لتدميرها لعلاقته بالآخرين مما يقلل من احتمالات التعاطف معه وتصديقه ، وبالتالي مساعدته . كما أن المخدرات لا تزيل الكآبة والحزن بل تزيد المتعاطي هماً وحزناً ؛ ذلك أن تأثيرها لا يدوم سوى دقائق قليلة وفى الجرعات الأولي وحدها ثم يفيق المدمن على كآبة أشد وكرب أعظم والمخدرات أيضاً لا تحسن الأداء الجنسي بل هى على النقيض تماماً تهدد الذكورة ذاتها ، بل وتضعف المتعاطي جنسياً إلى حد يتعذر تدراكه مستقيلاً ، و ذلك لخفضها مستوى الهرمونات الذكرية فى جسم الإنسان، أما توهم التحسن فى بداية التعاطي فمرجعه إلى اضطرا ب الوعي ، وفقدان الإحساس بالزمن ، فيظن أنه أمضي فى الممارسة وقتا أطول ، وهو أمر يخالف الحقيقة ، ولا يعرف التدهور المستمر فى قدرته حتى يفيق فى النهاية على العجز الكامل .