موضوع: اليوغا رياضة الروح و الجسد الإثنين مارس 31, 2014 1:38 pm
اكتسحت اليوغا كنشاط ترفيهي معزز للصحة العالم الغربي كالنار في الهشيم خلال العقد الماضي و قد تحولت الى صناعة تدر مليارات الدولارات تشتمل على انماط من الازياء و التصاميم و شبكات من الاندية و العلامات التجارية و هنالك من الممثلين و مطربي اغاني البوب ممن يشيدون بفوائدها . كما انتشرت العشرات من مدارس اليوغا في المدن الكبرى في انحاء العالم و بصفة خاصة بالولايات المتحدة و هي مدارس تقدم فيها دروس مثل اليوغا للنساء و للمرأة الحامل و للاطفال و الرجال و للرياضيين المحترفين و المسنين و المديرين التنفيذيين ممن يعانون من التوتر بل و دروس اليوغا الخاصة بالمعوقين و المكفوفين و قد برز في هذه الصناعة مجموعة من نجوم اليوغا ومعلميها المشهورين من ذوي الدخول المرتفعة ممن يتجولون في ارجاء العالم للترويج لاساليبهم الخاصة من تعاليم اليوغا في أوساط من يسعون في السير في طريق ' الاستنارة ' أو الحصول على صحة افضل أو اجسام اكثر صحة . و اذا نزعنا الاوجه التجارية الحديثة لليوغا فاننا سنجد انه يوجد تحتها علم قديم أو نظام تم تطويره في الهند قبل اكثر من الفي عام يقود الى تحسين الصحة و يوفر ادراكا متزايدا و يعزز قدراتنا كبشر اذا ما تمت ممارسته بطريقة صحيحة و باستمرار .
و عبارة ' يوغا ' من عبارة ' يوجى' السانسكريتية التي تعنى ' الانضمام ' أو ' التوحد ' أو ' الاندماج ' و بهذا المعنى العام فان 'يوغا' تعني الاندماج ضمن ثلاثة مستويات اي الجسدي و الذهني و المعنوي و العاطفي و كما تسعى اليوغا الى توفير تدريب جسدي و ذهني لتطوير توحيد الجسد و الذهن و نصوص اليوغاالقديمة مكتوبة باللغة السانسكريتية . و قد لعب معلمو اليوغا تقليديا ادوارا مهمة فمن دونهم لم يكن هذا العلم المثير قد نقل الينا عبر العصور و يعد الحصول على المعلم المناسب لليوغا امرا مهما خاصة في هذه الايام حيث باتت اساليب اليوغا الحديثة تظهر كل يوم . و من بين اوائل الاساتذة في هذا المجال بنتاجالي الذي كتب نصوص اليوغا في الهند في حوالي 400 سنة قبل الميلاد و قد شرح التطبيقات العملية لليوغا كما نعرفها حالياً و يشمل تصنيفه ياما اي الانضباط الاخلاقي و نياماً أو مراقبة الذات و أسانا أو وضع الجسم و براناياما أو ضبط التنفس .
و براتايهارا اي سحب الاحساس و عزله و دهارانا اي التركيز و دهايانا أو التأمل و سامادى اي حالة النشوة و السلام .
و من اهم انواع اليوغا تنقية الجسم و هي يوغا سواتماراما الهندي الذي الف كتاب هاثا يوغابراديبي خلال القرنين الخامس عشر و السادس عشر و الذي يركز على تنقية الجسم و تطهيره لاعداد الذهن للتأمل و من هنا جاءت اوضاع اليوغا . و عبارة ' هاثا ' مركبة من كلمتي ' ها ' و ' ثا ' اي الشمس و القمر كما تمثل هاثا طاقتين متناقضتين هما الحار و البارد (النار و الماء) الذكر و الانثى الايجابي و السلبي . و تحاول يوغا هاثا ايجاد توازن فيما بين الذهن و الجسد عن طريق تمارين بدنية أو آسانا و ضبط التنفس و تهدئة الذهن عن طريق الاسترخاء و التأمل . و اساليب ' اسانا ' او اوضاع الجسم تعلم الشخص التوازن و القوة كما تحسن صحة الجسد بينما تقوم بتنقية و تطهير الذهن استعدادا لعملية التأمل .
اليوغا ممارسات
و العديد من هذه الاوضاع مأخوذ من بعض صفات و خصائص الحيوانات مثل تلك التي نجدها في الكوبرا و الجمل و ال*** و القط و الجراد و الاسد و التمساح و الحمامة و الطاووس .
و اليوغا ليست ديانة بل هي ممارسات روحية لا تتطلب المشاركة في اي نظام عقدي كما ان فلسفات اليوغا تعتبر شمولية و يمكن دمجها ضمن اي نظام عقدي .
و من خلال الممارسة المنتظمة لاوضاع الجسم، فإن الجسد لا يكتسب فقط قوة ومرونة بل انه يتحول الى شكل جميل متناسق كما انها تساعد في انقاص الوزن و تنعش الغدد و الجهاز الهضمي و ممارسة يوغا آسانا لاوضاع الجسم تعد وسيلة ايضا لتطهير الجسد من السموم . و ان ممارسة اوضاع اليوغا تعزز القنوات الموجودة في جميع انحاء اجسامنا التي تمر عبرها الطاقة الحيوية . و هناك عدد لا يحصى من النصوص الهندية القديمة التي تحاول وصف و شرح ماهية برانا . الطاقة المادية و لكن يمكن القول بكل بساطة ان برانا تمثل مصدر اوجه الحياة كافة ففي كتابه الذي يحمل عنوان ' اضواء على براناياما ' يصف استاذ اليوغاالهندي الشهير بي كاي اس لبينغار برانا على انها ' الطاقة التي تتخلل الكون على كل المستويات فهي طاقة جسدية و ذهنية و فكرية و جنسية و روحية و كونية.. و كل انواع الطاقة المادية مثل الحرارة الضوء و الجاذبية و المغناطيسية و الكهربائية تعد ايضا برانا و هي المحرك الاساسي لكل الانشطة ' وتمكننا ممارسة اليوغابانتظام من تعزيز طاقة برانا لدينا وتقوم احيانا بتوجيهها الى الاجزاء الاضعف او تلك المصابة من الجسم بغرض شفائها . و مع الممارسة اليومية تبدأ ايضا البصيرة تتعزز و في الواقع فاننا لا نقوم فقط بتنقية و تطهير اجسامناً بل اننا نستطيع تمكينها من تحقيق اكبر قدر من امكاناتها .
نوعية الطعام
و يصبح ممارس اليوغا اكثر ادراكاً بوضع اجهزته البيولوجية الداخلية و كذلك النفسية و العاطفية او الشعورية . و الممارسة على المستوى البدني تمكننا من تحسين نظرتنا الى دواخلنا و تجعلنا ندرك اهمية نوعية الطعام الذي ندخله الى اجسامنا و كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا مثل كيفية معاملتنا للاخرين و انه مع الممارسة المنتظمة المستمرة نبدأ ايضا في تطوير قدر اشد و اوضح من التركيز كما يمكننا هذا التركيز المطور او يساعدنا على الوصول الى مستويات اعمق من التأمل و تهذيب هذه المستويات الاعمق انما يأتي في مراحل متقدمة من تطور ممارسة اليوغا .
قدرات الاستجابة للمؤثرات الروحية
ألمح ممارسو اليوغا على مر العصور الى زيادة قدراتهم الناتجة عن الممارسة المستمرة و تتراوح هذه القدرات من عمليات التخاطر او اتصال العقل بآخر بطريقة ما الى القدرة على استخدام القوى العقلية على تحريك الاشياء و التأثير عليها و يجب ألا يتوقع المرء حدوث تغييرات كبرى في قدراته في مجال التواصل الروحي بعد ممارسة اليوغا بيد انه قد يلاحظ تغيرات بسيطة غير واضحة تنتمي الى الحلقات الادنى من هذه القدرات كما انه قد يشعر بزيادة في تعاطفه مع الآخرين او مع الحيوانات و في مشاعر تفهمه لكيفية شعور الناس او ما يفكرون به او زيادة في الحساسية تجاه الكيفية التي قد تسير بها الامور و ذلك قبل حدوثها .
تحسين الصحة الجنسية
تساعد اوضاع اليوغا على موازنة نظام الغدد و هنالك تمارين محددة تستطيع ان تساعدنا في تحسين الوظائف الجنسية .
الاسترخاء
ان تمارين اليوغا مثل تمديد الاطراف برفق و التنفس و التأمل و الاسترخاء الموجه يخلص الجسد من التوتر و يهدئ الجهاز العصبي و المشاعر .
الاستشفاء
تقود اليوغا الى تمرين الغدد و الأجزاء و الى تدليك و تنظيم و زيادة الدورة الدموية لانعاش و شفاء الجسم و تخليصه من السموم .
تقليل الدهون و توزيعها
البقاء على اوضاع اليوغا يعد نوعاً من تمارين التوازن التي تقود الى تنسيق كل اجزاء الجسم بما في ذلك الاعضاء الداخلية و يساعد ذلك على تقليل الدهون .
الـمـرونــة
تؤدي اوضاع اليوغا الى تمديد العضلات برفق مما يزيد من مرونتها و تقويتها و كذلك الغضاريف .
التركيز
يساعد توحيد الجسد و الذهن اثناء ممارسة اليوغا في تطوير قدرة التركيز و مهاراته بدنياً و ذهنياً و تطور ممارسات اليوغا عمليات التركيز و الانتباه و ان اسلوب توازن الاوضاع بصفة خاصة يعزز التركيز و الانتباه .
التنشيط
تقود الحركات البطيئة التي تتم برفق مع التنفس العميق الى انعاش الجسم بدلاً من ارهاقه و هذه الحركات الى جانب اساليب اليوغا للاسترخاء توفر القدرة على الاستشفاء و تمكن من تجديد و انعاش الجسم و الذهن و الروح يومياً .
الذكاء و القدرة الذهنيةمن المهم ابقاء الذهن نشطاً لتعزيز الذكاء و توفر اليوغا تجارب نفسية تزيد الدورة الدموية في الدماغ و تغذيته تغذية جيدة كما ان تمارين التركيز تقود الى زيادة استخدام قدراتنا الذهنية بكفاءة .
ضبط العواطف و المشاعر
يستطيع ممارسو يوغا آسانا و براناياما الوصول الى حالة تهدئة وضع الجهاز العصبي و هي خطوة مهمة لضبط العواطف و المشاعر مثل مشاعر الغضب و الخوف و الانزعاج و اثناء الممارسة او بعدها يمكننا التعبير عن مشاعر ظلت مقموعة او مدفونة في دواخلنا و العديدون يجدون راحة او يشعرون بحالة من التطهير الشعوري نتيجة ذلك خاصة فيما يتعلق بالقضايا او الاحداث التي تمس حياتهم و كانوا قد اختاروا اخفاءها و دفنها في دواخلهم .
أهمية التأمل عند اليوغيون
يقول اليوغيون بأن الحياة ككل يجب أن تكون تأملاً لأننا يجب أن نحافظ على إمكانية تهدئة أنفسنا في كل الأوقات و أن نحل جميع المشاكل العويصة و البسيطة بهدوء و تأكد و يقول أحد الكتاب بأن الشخص الذي يأخذ اليوغا كطريقة حياتية فإنه اتخذ القرار الضروري الوحيد و هو أن تصبح اليوغا طريقة حياته بعد ذلك ليس هناك عدة خيارات في المشكلة الواحدة التي يجابهها لأن الهدوء اليوغي يأخذ بيده إلى ما يجب أن يعمله في تلك الحالة و هذا لا يعني أنه وصل إلى الكمال و لكن يصل إلي وضع يجب على أي إنسان أن يسعى للوصول إليه و هناك كتب متخصصة بالتأمل يجب الرجوع إليها إذا أردت التعرف أكثر و من ثم ممارسة هذه الطريقة . و الصورة المرسومة للتأمل في ذهن الكثيرين هي جلوس أشخاص يلبسون ملابس معينة بدون حراك لساعات طويلة و هذا غير صحيح فالتأمل يمكن ممارسته في أي مكان و في أي وضعية سواءاً كنت جالساً على الأرض أو على كرسي الشيء المهم هو أن يكون ظهرك منتصباً و إذا كان هذا غير ممكن أو مؤلم فلا بد من الاعتياد عليه أو أن يكون نصب العين كهدف لأولئك المصابين بعاهات أو أمراض تمنع من ذلك فلعل التحسن يحدث و إن كان بطيئاً .
و يعتقد الناس بأنهم بحاجة إلى الذهاب إلى الأماكن المخصصة للعطل أو السفر لكي يحققوا الراحة التي هم بحاجة إليها أي إنه لا وجود للراحة إلا في الجو الفلاني و في المكان الفلاني و عدا ذلك لا يمكن تحقيق الهدوء و الصفاء الداخليين لإعطاء العقل و الجسم فرصة لالتقاط الأنفاس . إلا أن هذا ليس صحيحاً بدليل إن ممارسي اليوغا و التأمل يستطيعون تحقيق ذلك في أي مكان .
فمثلاً قام أحد اليوغيين بتقليل عدد ضربات قلبه بواسطة التأمل لسماء زرقاء فيها بعض الغيوم الساكنة و ذلك في أحد المعاهد الطبية الأمريكية فلم يحتج هذا الرجل إلى الذهاب إلى شاطئ البحر أو إلى سفح جبل في معزل عن الناس و إنما أتى بهذه الصورة إلى مخيلته مع اللوازم الأخرى بالطبع كالتنفس .
و لا يحتاج الأمر في البداية إلى أكثر من عشر دقائق و يمكن بعد ذلك زيادة المدة تدريجياً و يمكن أن تكون نصف الساعة كافية لأغراض العلاج و أيضاً يفضل أن يجرى العمل في وقت محدد من كل يوم و في مكان واحد دائما لأن الدماغ يحب الروتين ألا ترى أنه في أول يوم أو يومين من أيام شهر رمضان يشعر الصائم بالتعب و الدوار في أوقات تناول الطعام اليومية ثم لا يلبث أن يعتاد على وقت الإفطار الرمضاني و الاختلاف هنا عن التصور الذهني هو إنه يمكن في التأمل أن لا تستعمل صورة و إنما جملة فمثلاً ( بكيت لأني كنت بلا نعلين إلا أن التقيت بمن لا يملك قدمين) حيث لا تذكر هذه الجملة فقط بمعاناة الآخرين التي قد تكون أكثر من معاناتنا فحسب و إنما تذكرنا بأن الحياة تستمر رغم المعاناة مهما كانت . و قد تم فحص التأمل علمياً و كانت النتائج مدهشة حقاً فمثلاً اكتشفوا أن الشخص المتأمل يخفض من حاجته للأوكسجين بحوالي 20 % هذا في حين أن احتياجك إلى الأوكسجين لا ينخفض إلى أكثر من 5 % عندما تجلس في بيتك على مقعد لتستريح قليلا فما الفرق بين الحالتين مع أن الاثنين مسترخيان بل إن المتأمل مشدود بعض الشيء و بما أننا نعلم أن الدماغ هو أكبر مستهلك للطاقة على الرغم من أن حجمه لا يزيد على 2 % من حجم الجسم علمنا أن هذه الفرق بين الحالتين سببه هبوط فعاليات الدماغ و فعاليات الدماغ هنا هي الأفكار التي تخطر في بالنا بسرعة و تبتعد و تقترب و كأن هناك في أدمغتنا مناقشات حامية هذه هي التي نخسر لأجلها طاقة عظيمة نحن بحاجة لها سيما المرضى منا و الذين هم بحاجة إلى كل هذه الطاقة .
و هناك جهاز إلكتروني يقوم بفحص مدى استرخاء الجلد بحيث أن الجلد يبدو أكثر استرخاء بمجرد أن تجلس لتستريح لمدة قصيرة من الزمن و يمكن معرفة تغير الحال بواسطة صوت يخرج من الجهاز و إذا وضعت قطبي الجهاز على إصبعيك و قمت بالإحساس بأنك تعيس لمدة ثوان ستسمع بأن الصوت قد أصبح عالياً جداً بعدها إذا توقفت عن ذلك الإحساس لا يعود الصوت إلى ما كان عليه قبله إلا بعد مرور دقائق فتصور ما يحدث عندما تصاب بمختلف الأحاسيس المؤلمة إذا حدث هذا التغيير في الجلد بسبب إحساس مفتعل لم يستغرق أكثر من ثوان معدودة لذا فسواء كان القلق أو الخوف حقيقيين أو مفتعلين ( كما يخبر الأطباء المرض الذين لا يجدون عندهم شيئا حسب فحصهم ) فإن التأثير السلبي على الجسم مؤكد و يستمر لمدة من الزمن حتى بعد زوال الحالة.
و بما أن المرض كان سببه المريض نفسه كما بينا سابقاً أي معيشته بطريقة غير متوافقة مع الطبيعة سواء أكان ذلك بسبب إهماله أو عدم معرفته فإن العلاج لا بد و أن يكون بتصحيح تلك الأخطاء و من قبل المريض نفسه فاليوغا تعلم و تبين الطريق و على المريض أن يتبع النظام الصحيح .
و هنا نذكر أولئك الذين يندبون حظهم و يلعنون الساعة التي ولدوا فيها و غير ذلك من الأفكار التي لن تساعدهم على الخروج من محنتهم إطلاقاً بل ستزيد الطين بلة أذكرهم بأن لكل شيء سبباً و لا يعقل أن يكون هذا العذاب و الألم و المعاناة بدون فائدة لأن الله الذي خلق الإنسان أكرم من أن يعذبه بدون أن يكون هناك تدخلاً من جانبه ( أي الإنسان ) أو بدون فائدة له أو الاثنين معاً فهل إنك لست مسؤولاً عما حل بك إذا كنت تعيش بشكل لا يتوافق مع الطبيعة المحيطة بك ؟ و هل أنت غير مسؤول عما حل بك و أنت تعيش في دورة حياتية يومية سريعة لا تحتملها الماكينة المصنوعة من الفولاذ ؟ و هل أنت غير مسؤول عما حل بك و قد قضيت سنين من عمرك أو عمرك كله و أنت تدخن أو تشرب المسكر و قد نبهك الله إلى مخاطر ذلك ؟ و هل أنت غير مسؤول عما حل بك و أنت في حالة حسد دائم لهذا و كراهية لذاك و حقد على ثالث و رغبة بالانتقام من رابع إلى غيرها من الأمراض القلبية إن كانت في غير محلها ؟ .
و حتى إن لم يكن لك دور في كل ذلك أو كنت قد خلقت بعاهة مثلاً أفلا يسليك أن هذا كفارة لسيئاتك و رفعاً لدرجاتك ؟ ألا تريد أن تستعمل الدنياً التي إن هي إلا أيام معدودات من أجل الآخرة التي هي دار الخلود ؟ فالأمراض تسقط الذنوب كما يسقط ورق الأشجار كما جاء في الحديث . إن أولئك الذين ينظرون إلى مشاكلهم المرضية و غيرها نظرة إيجابية يستطيعون حلها بشكل أفضل من أولئك الذين يندبون حظهم و كفى و ذلك لأن الأولين يستطيعون النظر إلى مشاكلهم و هم بحالة ذهنية أفضل و بشد عصبي أقل و بتفاؤل بالنتائج على عكس الآخرين الذين لا يتوقعون أن يحصلوا على نتيجة حسنة فلا يتعبوا أنفسهم و يبقون عالة على غيرهم (منقول للإفادة ) .