انواع الذاكرة ، وخصائصها ، وانماط التخزين
تحدد انواع او اشكال الذاكرة على اساس خصائص النشاط الذي تتحقق منه العمليات العقلية المكونة للذاكرة وترتبط به وفقا لثلاث محكات هي :-
اولا :- وفقا لطبيعة النشاط النفسي
ويمكن تقسيم الذاكرة على الانواع الرئيسية التالية :
1- الذاكرة الحسية العيانية
وهي مهمة في عملية التذكر وتعتبر المكون الاول في نظام الخزن والتسجيل والمستقبلات الحسية هي اعضاء النظر والسمع والذوق والشم والحس التي تستقبل المنبهات ويتم تسجيلها من قبل السجلات الحسية ليصبح بالإمكان اختيار المعلومات لاستمرار العملية اللازمة للتذكر .
و الذاكرة الحسية هي التي تتعلق بالانطباعات المتجمعة عن الطبيعة والحياة من خلال اعضاء الحس, وهنا يتم الاحتفاظ بالمعلومات والموضوعات في صورة حسية غير قصيرة وعلى الرغم من ان طول الفترة الفاصلة للاسترجاع قد تختلف (من جزء على مئة من الثانية الى ثوان عديدة ) معتمدة في ذلك على العملية الحسية فأن هذه المعلومات والموضوعات اما ان تعامل او ان تنتقل من الذاكرة الحسية الى التخزين قصير المدى او التخزين طويل المدى او تفقد (تنسى ) او تهمل .
فلو طلبت من مجموعة من الطلبة ان يراقبوا ضوء المصباح الكهربائي لمدة عشرة ثواني ثم طلبت منهم اغلاق اعينهم بسرعة , فإنهم سيستمرون برؤية الضوء لفترة وجيزة من الوقت ثم تختفي الصورة من الذاكرة الحسية ويمكن تلخيص اهم خصائص الذاكرة الحسية :-
1 - تنظيم وتمرير المعلومات بين الحواس والذاكرة قصيرة المدى حيث تسمح بنقل حوالي (4-5) وحدات معرفية في الوقت الواحد علما بان الوحدة المعرفية قد تكون كلمة او حرفا او جملة او صورة .
2 – تخزين المثيرات لمدة قصيرة من الزمن لا تتجاوز الثانية بعد زوال المثير .
3 – نقل صور حقيقية عن العالم الخارجي بدرجة من الدقة عن طريق الحواس .
4 – استعراض المعلومات وفلترتها وترميمها .
ويتضمن هذا الشكل من الذاكرة أشكالا فرعية هي :-
أ- الذاكرة البصرية .
ب- الذاكرة السمعية .
ت- الذاكرة اللمسية .
ث- الذاكرة الذوقية .
ج- الذاكرة الشمية .
2- الذاكرة اللفظية المنطقية (verbal –logical memory )
ومضمون هذه الذاكرة هو أفكارنا عن جوهر الأشياء وظواهرها لكن الفكر لا يوجد بدون لغة . وانما تتجسد في كلمة او رمز لتعبر عن معاني معينه ولهذا يطلق على هذا النوع من الذاكرة بذاكرة المعاني اذ تكون الذاكرة غنية بنظام المفاهيم والمعاني التي تجرد علاقات منطقية بين الظواهر او الاشياء وهي تثرى باستيعاب الفرد للمعلومات في عملية التعلم.
3- الذاكرة الحركية (motor memory )
وهي ذاكرة اكتساب نماذج الحركية وحفظها واستدعائها (التصورات العضلية ) الحركية لشكل الحركة وسرعتها ومقدارها وسعتها وتتابعها ووتيرتها وأنواعها .....الخ ويعد هذا النوع من الذاكرة ذا أهمية خاصة في التدريس على الألعاب الرياضة وفي بعض الاعمال التي تستلزمها مهارات حركية .
4-الذاكرة الانفعالية (Emotional memory)
وتتمثل في الحالات الانفعالية التى اقترنت بمواقف سابقة وفي هذا النوع من الذاكرة يسترجع الفرد الماضي مصحوبا بانفعالات معينة ايجابية او سلبية . كالشعور بالحزن او الخوف ازاء مثير معين يذكره بخبره مؤلمة غاشها الفرد في الماضي .
ثانيا:- وفقا لأهداف النشاط
ويمكن تقسيم الذاكرة وفقا لأهداف النشاط الى نوعين هما :
1- الذاكرة الإرادية (voluntary memory )
وتقوم هذه الذاكرة على وجود اهداف محدد توجه العمليات العقلية المتضمنة في الذاكرة كان يتذكر الطالب في الامتحان موضوعات معينة ترتبط باهداف السؤال اي انه يحتفظ بالمعلومات لكي يتذكرها في الامتحان او في مواقف اخرى .
2-الذاكرة اللاارادية ( In voluntary memory)
وفي هذا النوع من الذاكرة لاتوجد اهداف محدده توجه العمليات العقلية المتضمنة في الذاكرة وجهه معينه حيث يقفز الى الوعي نماذج لاحداث او ظواهر او اشخاص من دون قصد كما لو كانت من تلقاء نفسها . كان يتذكر الانسان لحنا موسيقيا ما وهو يقرأ كتابا اوقصة او يتذكر حادثة ما وهو يتناول الطعام .
ثالثا:- وفقا لاستمرارية الاحتفاظ بمادة الذاكرة :
ويمكن تقسيم الذاكرة هنا الى نوعين
1- الذاكرة القصيرة المدى(Short –term memory )
تبقى الرسائل الحسية في السجلات الحسيه فترة تقرب من عشرين ثانية ولحفظ هذه الرسائل لمدة طويلة ينبغي معالجتها والتدريب عليها وإعادة قراءتها الى ان يتم تسجيلها وتعتمد لذاكرة قصيرة المدى على عدد الوحدات اذ لا يمكن استيعاب سوى (5-7 ) وحدات في كل مره في الذاكرة قصيرة المدى .
وهي القدرة على تذكر بعض عناصر المعلومة خلال مدة قصيرة جدا ( تبلغ بعض ثواني ) وعندما يتم التركيز والانتباه على المعلومات (مؤقتا ) في الذاكرة الحسية فإنها تنتقل الى الذاكرة قصيرة المدى ,حيث تخزن لمدة أطول نسبيا ولكن مع ذلك ان الذاكرة قصيرة المدى محدودة السعة والخزن . فهي تقوم بالاحتفاظ بقدر قليل من المعلومات ولمدة محدودة وبسبب محدودية السعة للذاكرة قصيرة المدى فان المعلومات الجديدة تزيح شيئا من المعلومات السابقة بعملية عقلية تسمى ( الإزاحة )حينما لا تصاحب عملية التذكر بتكرار او تدريب مستمرين.
وفي التخزين القصير المدى يحدث التعامل مع مادة المثير , اذ يتم نقل المعلومات ذات التخزين الحسي أثناء هذه الفترة وقد ينظر الى التخزين قصير المدى على انه فترة مؤقتة او مرحلية وهو الخطوة الثانية بعد التخزين الحسي الذي لا يحدث فيه اي تعامل مع المواد واذا لم يحدث التعامل مع المعلومة او الموضوع فإنها سرعان ما تهمل .
وللذاكرة قصيرة المدى وظائف اساسية هما :
1- التخزين للمعلومات والإدارة الشاملة من خلال التخزين .
2- اختيار المادة التي تبقى مؤقتا في المخزن الخاص بالذاكرة.
3- نقل الخبرات الى الذاكرة ذات المدى الطويل لتسجيلها.
4- سحب المعلومات من اجهزة الذاكرة الاخرى.
وتعد الذاكرة قصيرة المدى مسؤولة عن صنع القرارات وحل المشكلات لما لها علاقة بالوعي والافكار والادراك الحالي وفيه ترتبط الكلمات بصريا بالاسماء والمعاني والتخيل لما لها اثر في الترميز بواسطة ربط المعلومات المضافة من الذاكرة بعيدة المدى من المنبهات الداخلية باستعمال التخيل البصري وتقوم بتنظيم المخططات وعمل استراتجيات الاستراتيجيات .
خصائص الذاكرة قصيرة المدى
ويمكن ايجاز اهم خصائص التي تميز الذاكرة قصيرة المدى بالاتي :
1- مدة الاحتفاظ بالمعلومات محدودة حيث تبقى لفترة (15 -18) ثانية ما لم يتم تكرارها او معالجتها فتصبح الفترة معتمدة على طول فترة المعالجة .
2- الطاقة التخزينية للذاكرة قصيرة المدى محدودة فقدرها ميللر بحوالي ما بين (5-9) وحدات معرفية
3- اذا مرت الفترة الزمنية (18 )ثانية على وصول مثير للذاكرة القصيرة المدى ولم يتم معالجتها او تكرار او التدريب علية فانه سيتم نسيانه .
4- ان حدوث اية مشتتات للانتباه خلال معالجة المعلومات في الذاكرة القصيرة المدى يؤدي الى إضعاف احتمالية معالجة المعلومات وتخزينها في الذاكرة وبالتالي نسيانها
5- ان سرعة توالي دخول معلومات جديدة الى الذاكرة القصيرة المدى يجبر المعلومات على الخروج مما يعني انها فقدت او تم معالجتا بسرعة عالية اعتمادا على القدرات الفردية للمعالج قبل انتقالها الى الذاكرة الطويلة المدى .
ترميز المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى :-
1- الترميز الصوتي :- يميل بعض الناس الى ترميز بطريقة صوتية وفقا لمنطوق الكلمات او الاعداد او الرموز او الاصوات الناتجة عنها .
2- الترميز البصري:- يميل الناس الى ترميز معلوماتهم وفقا لشكلها بحيث تميل المعلومات بسلاسل من الصور التي تحدد المثير .ويسمى بالذاكرة الفوتوغرافية حيث يتميز به رجال الامن والعلماء الذين لديهم قدره عاليه لوصف التفاصيل الدقيقة .
3- ترميز المعنى :-يمكن ترميز المثيرات حسب معانيها .وترميز المعنى يختصر الوقت والجهد الا انه يتاثر بالذكاء والقدرات الخاصة والعامة ذات الصلة بالفرد .ومن طرق الترميز المعنى على سبيل المثال تصنيف المثيرات الى فئات وفق ابعاد معينة كان تصنيف الحيوانات الى فقريات ولافقارية وفي ضوء الحجم والشكل والون .ويعتمد المعاقون سمعيا على ترميز المعنى اكثر من ترميز الصور لان الصور لوحدها في غياب الصوت غير كافية لتحقيق الفهم .
2-الذاكرة الطويلة المدى (long –term memory )
لايتحدد طول المدة الزمنية للذكر بنوع جهاز التذكر وانما بالعمليات العقلية المعرفية التي تتكامل فيها المعلومات وتندمج وتترابط فيها مع المعلومات الاخرى ويتركز اهتمام المعلمون على زيادة كمية الاحتفاظ على مدى زمني اطول من (20 )ثانية .
ويتصف هذا النوع من الذاكرة بالاستبقاء والتخزين الطويل الاجل للمعلومات بعد تكرارها لمرات عديدة ولا تكون اثار الذاكرة البعيدة المدى فعالة الا اذا تدعمت وفقا لقوانين التعلم في هذه الحالة تبقى هذه الاثار في الذاكرة الاطول فترة ممكنة وتميل اكثر الى مقاومة الانطفاء .
حينما يصاحب خزن المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى بعض التكرار في تعلمها او التدريب عليها فانها تنقل الى الذاكرة طويلة المدى حيث يحتفظ بها لمدة طويلة ويمتاز هذا النوع من الذاكرة بانه ذا قدرة غالية في الخزن من حيث السعه والمدة كما ان المعلومات المحفوظة فية تقاوم الضمور والاضمحلال بدرجات عالية .
ومن الملاحظ ان العمليات المتضمنة في التخزين طويل المدى او التخزين قصير المدى هي عمليات لاتزال موضع حدس وتخمين , ويظهر ذلك جليا في انها تتطلب نشاطا في الجهاز العصبي المركزي وذكريات تم الاحتفاظ بها الى حد ما في المخ لكن لم يتمكن تحديد ذلك حتى الان للمتغيرات التي تحدث في ثنايا هذه العملية .
خصائص الذاكرة طويلة المدى
يمكن تلخيص اهم خصائص الذاكرة الطويلة
1- لا توجد حدود لكمية المعلومات التي يمكن استيعابها في الذاكرة الطويلة .
2- لاتوجد حدود للزمن الي يمكن للذاكرة الطويلة المدى ان تحتفظ بالمعلومات لمدة زمنية ثابتة
3- جميع المعلومات التي تصل الى الذاكرة الطويلة المدى يتم تخزينها حتى لو فشلنا في استدعائها
4- استرجاع المعلومات من الذاكرة الطويلة المدى يتاثر بعدة عوامل منها فعالية الترميز في الذاكرة القصيرة المدى والحالة المزاجية للشخص عند الترميز او الاسترجاع ودرجة واهمية المعلومات للشخص
5- الترميز الجيد للمعلومات في الذاكرة القصيرة المدى يوفر تلميحات ودلالات تساعد على تذكرها لاحقا من الذاكرة الطويلة المدى.
قياس الذاكرة الطويلة المدى
يميز علماء النفس بين نوعين من المقاييس للذاكرة الطويلة المدى هما :
المقاييس الضمنية : وتتطلب استرجاع معلومات من الذاكرة دون وعي بحدوث عملية الاسترجاع مثل اختبارات تكملة الحروف الناقصة في الكلمة واختبارات التكرار المتداخل كان تطلب من المفحوص تسمية ثلاثة اشهر هجرية متتالية من السنة .
المقاييس الصريحة :وتتطلب التذكر او التعرف الواعي لمعلومات تم التعلمها في السابق كان تطلب من المفخ-حوص وبشكل صريح ووعي يام تذكر معلومات تتعلق بتذكر تاريخ ميلاد شخص ما او التعرف غ-عللا-ى صورة معينة من عدد من الصور .
رابعا : نموذج ثلاثي للذاكرة
قدم اتكسون وشيفرين نموذجا يؤكد على وجود ثلاثة انواع من الذاكرة ( الحسية – القصيرة المدى – والطويلة المدى ) فعندما يتعرض الإنسان لمنبهات شتى من الخارج والداخل تسجل الأصوات والأضواء ولصور وغيرها من المنبهات بصرة مختصرة من الذاكرة الحسيه وتشبه الصور التي تحفظ في ذاكرة الإنسان الحية الصور التي تظل في مخيلة الفرد بعد النظر اليها وتختفي هذه المادة في اقل من الثانية وقد تنتقل الى الذاكرة قصيرة المدى وتحتاج هذه العملية الى المعلومات اذ ليس كل المعلومات او المادة تنتقل او تحول من الذاكرة الحسية الى الذاكرة قصيرة المدى فان بعضها يفقد سريع او ينسى ولا يتحول الى الرحلة الثانية .
والمعلومات التي تذهب الى الذاكرة قصيرة المدى قد تحول الى الذاكرة طويلة المدى والتي بالإمكان استرجاعها متى شاء الفرد .